و لا يمكن تحقيق ذلك الكمال عن طريق المتع الدنيويّة
"تحمل الظلام تجهيز للنور العظيم"
عوضًا عن ذلك , علينا الغوص لأعماق الروح حيث يقبع الإله مختفيًا
و في خلال رحلة استيقاظ الروح , نختبر الحقيقة من منظوراتٍ مختلفة
يوحنّا الصليب
نرى مأزقنا بوضوح
حياتنا عبارة عن سعي محموم لتحصيل المتع الحسيّة
تيقنّا أن نمط عيشنا السابق لا يمكننا من ملئ خوائنا الروحي , كما أننا لا نعلم بعد ماذا يجب علينا فعله , مما يصيبنا بالإحباط
و في كل مرّة نعتقد أننا حققنا مبتغانا , سرعان ما نعاني من الألم الذي يسببه الخواء و الذي يبدو غير قابل للإشباع
وفقًا ليوحنّا و تريزا , يجب ان نخضع لعملية تحوّل تجري في غياهب اللاوعي لكي نتمكّن من بلوغ النور
نحن نبحث عن المتع ونتجنّب الآلام
تلك التجربة الغامضة المربكة تسمّى ليلة الروح الظلماء
أغلبنا يعلق في هذه الحلقة المفرغة حتى الموت
"ليلة الروح الظلماء"
و مع ذلك , ينجح البعض في كسر تلك الحلقة وتخطيها مثل المتصوّف الأسباني "يوحنّا الصليب" و معلّمته "تريزا الأفيلاويّة"
بعد محاولة يوحنّا الصليب للبحث عن الّله في الأمور الدنيويّة , أشار للإله بلفظ " Nada"
وفقًا ليوحنّا وتريزا , للإنسان رغبة فطريّة في تحقيق الكمال
وتعني بالإسبانية "لا شيء " بمعنى انه لا يمكن لحواسنا إدراكه
و لا يمكن تحقيق ذلك الكمال عن طريق المتع الدنيويّة
و لا يمكن لعقولنا الإحاطة بحكمته
عوضًا عن ذلك , علينا الغوص لأعماق الروح حيث يقبع الإله مختفيًا
بعكس الوصف المسيحي التقليدي للإله باعتباره رجلٌ قوي ملتحي يقطن السماء ,
و في خلال رحلة استيقاظ الروح , نختبر الحقيقة من منظوراتٍ مختلفة
إله يوحنّا غامض صعب المنال
نرى مأزقنا بوضوح
تلك الرؤية تقارب رؤية الطاويين لما يعرف بالطاو
تيقنّا أن نمط عيشنا السابق لا يمكننا من ملئ خوائنا الروحي , كما أننا لا نعلم بعد ماذا يجب علينا فعله , مما يصيبنا بالإحباط
و الذي هو عبارة عن قوة غير معرّفة وغير مفهومة , لا يمكن إدراكها بالفكر البشري
وفقًا ليوحنّا و تريزا , يجب ان نخضع لعملية تحوّل تجري في غياهب اللاوعي لكي نتمكّن من بلوغ النور
تتلمذ يوحنّا الصليب على يد راهبة الكرمل القديسة تريزا الأفيلاوية في القرن 16 في أسبانيا
تلك التجربة الغامضة المربكة تسمّى ليلة الروح الظلماء
كلاهما آمن بشدّة بالاتحاد الروحي مع الإله
"ليلة الروح الظلماء"
و كلاهما عانى الفترة الظلماء التي اتحد فيها كل منهما مع الإله
وصف يوحنا وتريزا تلك الرحلة على أنها علاقة حب مستمرة
وتعني بالإسبانية "لا شيء " بمعنى انه لا يمكن لحواسنا إدراكه
ملئى بالمشاعر و التوق
و لا يمكن لعقولنا الإحاطة بحكمته
روى يوحنّا عن هذا الاتحاد في قصيدة سمّاها " ليلة الروح الظلماء" و أقتبس عنه التالي ,
بعكس الوصف المسيحي التقليدي للإله باعتباره رجلٌ قوي ملتحي يقطن السماء ,
" يالها من ليلة ملهمة , يالها من ليلة أجمل من الفجر ,
إله يوحنّا غامض صعب المنال
يالها من ليلة جمعت الحبيب بمحبوبه
تلك الرؤية تقارب رؤية الطاويين لما يعرف بالطاو
حولت المحبوب لحبيبه "
و الذي هو عبارة عن قوة غير معرّفة وغير مفهومة , لا يمكن إدراكها بالفكر البشري
-نهاية الاقتباس-
تتلمذ يوحنّا الصليب على يد راهبة الكرمل القديسة تريزا الأفيلاوية في القرن 16 في أسبانيا
بالرغم من أن ليلة الروح الظلماء جذورها مسيحيّة , إلّا أنها ليست مقتصرة على المسيحيين فقط
كلاهما آمن بشدّة بالاتحاد الروحي مع الإله
بل إنها ظاهرة روحانية يمكن أن يختبرها أي شخص أيًا كانت ديانته
يمكننا أن نطلق عليها اكتئاب روحي أو رحلة تسعى للاتحاد مع الإله تحدث في غياهب أعماقنا
وصف يوحنا وتريزا تلك الرحلة على أنها علاقة حب مستمرة
تحدث في تلك المناطق من الروح التي لا يمكننا رؤيتها أو إدراكها
ملئى بالمشاعر و التوق
و عليه , ليلة الروح الظلماء عبارة عن تجربة غير واعية لها عواقب واعية
روى يوحنّا عن هذا الاتحاد في قصيدة سمّاها " ليلة الروح الظلماء" و أقتبس عنه التالي ,
وفقًا لتريزا , تكمن المأساة في اتحادنا مع الإله في أننا لا ندرك من نحن و ماذا نريد
" يالها من ليلة ملهمة , يالها من ليلة أجمل من الفجر ,
تعمينا المتع الدنيوية , تلك الأشياء التي يمكن إدراكها بحواسنا , لذا لا يسعى أغلبنا لأكثر من الإشباع الحسي
يالها من ليلة جمعت الحبيب بمحبوبه
من الممكن أن نقضي حياتنا متنقلين من متعةٍ لأخرى , و نشعر بالإنجاز جراء ذلك
مع ذلك , يغمر البعض إحساس بالخواء , لا يمكن إشباعه بأي فعلٍ دنيوي
-نهاية الاقتباس-
قد نظن ان الحل يكمن في المال , لكن بعد أن نحقق الثراء نكتشف اننا كنا مخطئين
بالرغم من أن ليلة الروح الظلماء جذورها مسيحيّة , إلّا أنها ليست مقتصرة على المسيحيين فقط
نفس الشيء في حالة الشهرة و المكانة الرفيعة , و هي أمور مؤقته , لا تنجح في تحقيق إنجاز مستديم
بل إنها ظاهرة روحانية يمكن أن يختبرها أي شخص أيًا كانت ديانته
حتى العلاقات العاطفية لا تشبع قلوبنا بالطريقة التي أملناها
يمكننا أن نطلق عليها اكتئاب روحي أو رحلة تسعى للاتحاد مع الإله تحدث في غياهب أعماقنا
وفقًا ل " Gerald May" مؤلف كتاب ليلة الروح الظلماء , يبدو أن بعض الناس ولدوا بهذا الإدراك
تحدث في تلك المناطق من الروح التي لا يمكننا رؤيتها أو إدراكها
اقتباس " يكبرون وهم يحاولون تعديل أنفسهم وفقًا للقيم و المساعي المحيطة بهم
و عليه , ليلة الروح الظلماء عبارة عن تجربة غير واعية لها عواقب واعية
لكن بطريقةٍ ما , يشعرون في أعماق قلوبهم أن الكمال لا يمكن بلوغه بالسعي و الإنجاز
وفقًا لتريزا , تكمن المأساة في اتحادنا مع الإله في أننا لا ندرك من نحن و ماذا نريد
بل إنهم عادةً ما يشعرون أنهم غير أسوياء بسبب شعورهم بذلك الحب العميق الغير مدرك الذي يشعرون به في دواخلهم "
تعمينا المتع الدنيوية , تلك الأشياء التي يمكن إدراكها بحواسنا , لذا لا يسعى أغلبنا لأكثر من الإشباع الحسي
-نهاية الاقتباس-
من الممكن أن نقضي حياتنا متنقلين من متعةٍ لأخرى , و نشعر بالإنجاز جراء ذلك
يتعرض الناس حتى في العصور القديمة لصدمة استنارة تجعلهم يكتشفون أن الحياة ليست كما تبدو
مع ذلك , يغمر البعض إحساس بالخواء , لا يمكن إشباعه بأي فعلٍ دنيوي
من أمثلة تلك النقلة المفاجئة للاستنارة , ما يعرف بتناول الحبة الحمراء
قد نظن ان الحل يكمن في المال , لكن بعد أن نحقق الثراء نكتشف اننا كنا مخطئين
و التي عرضها فيلم "The Matrix"
نفس الشيء في حالة الشهرة و المكانة الرفيعة , و هي أمور مؤقته , لا تنجح في تحقيق إنجاز مستديم
بعد تناول الحبة الحمراء ينكشف الحجاب ونرى الحقيقة كما هي في الواقع
حتى العلاقات العاطفية لا تشبع قلوبنا بالطريقة التي أملناها
بالطبع يمكننا أن نختار أن ننغمس في نسيج الحياة , لكننا أبدًا لن نتمكن من التعاطي معها بنفس الطريقة السابقة
وفقًا ل " Gerald May" مؤلف كتاب ليلة الروح الظلماء , يبدو أن بعض الناس ولدوا بهذا الإدراك
التي اعتدناها إبان عيشنا فيها منعمين بجهلنا
اقتباس " يكبرون وهم يحاولون تعديل أنفسهم وفقًا للقيم و المساعي المحيطة بهم
استعارة الكهف الرمزية التي قدمها أفلاطون , تعلمنا اننا لن نستطيع تجاهل رؤية ما سبق ورئيناه
لكن بطريقةٍ ما , يشعرون في أعماق قلوبهم أن الكمال لا يمكن بلوغه بالسعي و الإنجاز
فبعد استنارتنا , يمكننا أن نختار العودة لحلقة المتع الحسية ,
بل إنهم عادةً ما يشعرون أنهم غير أسوياء بسبب شعورهم بذلك الحب العميق الغير مدرك الذي يشعرون به في دواخلهم "
لكننا سنكون واعين تمامًا بالخواء الذي ينجم عن مثل ذلك السعي
-نهاية الاقتباس-
ندرك انه زائف , ولذا لا يمكننا الاستمتاع به بل نبدأ في الاستياء منها
يتعرض الناس حتى في العصور القديمة لصدمة استنارة تجعلهم يكتشفون أن الحياة ليست كما تبدو
المنطقة الوسط ما بين الدنيوي و الروحاني , و الالتباس الرهيب الذي ينتج عن ذلك , جزء من ليلة الروح الظلماء
من أمثلة تلك النقلة المفاجئة للاستنارة , ما يعرف بتناول الحبة الحمراء
بسبب فقداننا لإيماننا بالأفكار و المعتقدات القديمة , نعاني من ضعف الإرادة
و التي عرضها فيلم "The Matrix"
و هذا يتجلّى في صورة فقدان الإقبال على الأشياء التي اعتدنا على الاستمتاع بها
بعد تناول الحبة الحمراء ينكشف الحجاب ونرى الحقيقة كما هي في الواقع
نعلم ان الأنشطة تمنعنا من تحقيق ما لا نستطيع تفسيره فكريًا بل هو مجرّد رغبة
بالطبع يمكننا أن نختار أن ننغمس في نسيج الحياة , لكننا أبدًا لن نتمكن من التعاطي معها بنفس الطريقة السابقة
أيًا كانت طبيعة نشاطاتنا , دائمًا ما نشعر بانجذاب نحو اتجاه معين دونما أن ندرك سبب انجذابنا له و لا لأين سيقودنا
كلما حاولنا اعادة نمط عيشنا القديم و استمتاعنا بما اعتدنا الاستمتاع به سابقًا , بائت محاولتنا بالفشل
استعارة الكهف الرمزية التي قدمها أفلاطون , تعلمنا اننا لن نستطيع تجاهل رؤية ما سبق ورئيناه
لذا , ليس هناك فرصة للرجوع بالنسبة للعديد من الناس
فبعد استنارتنا , يمكننا أن نختار العودة لحلقة المتع الحسية ,
يجب المضيّ قُدُمًا
لكننا سنكون واعين تمامًا بالخواء الذي ينجم عن مثل ذلك السعي
لكن كيف ؟
و إلى أين ؟
المنطقة الوسط ما بين الدنيوي و الروحاني , و الالتباس الرهيب الذي ينتج عن ذلك , جزء من ليلة الروح الظلماء
هل نستعين بالصلاة أو ممارسة التأمل؟
بسبب فقداننا لإيماننا بالأفكار و المعتقدات القديمة , نعاني من ضعف الإرادة
أم نلجأ للعلاج النفسي , أو اعتناق معتقد ديني معين؟
و هذا يتجلّى في صورة فقدان الإقبال على الأشياء التي اعتدنا على الاستمتاع بها
مع الأسف , لا يمكننا الانخراط في تلك العمليّة إلّا بعد أن نعيها و نعايشها و نتقبلها .
نعلم ان الأنشطة تمنعنا من تحقيق ما لا نستطيع تفسيره فكريًا بل هو مجرّد رغبة
" كلما زادت درجة المعاناة كلما زاد النقاء المعرفي الناتج عنها"
أيًا كانت طبيعة نشاطاتنا , دائمًا ما نشعر بانجذاب نحو اتجاه معين دونما أن ندرك سبب انجذابنا له و لا لأين سيقودنا
بقلم يوحنّا الصليب
و هكذا , قد نريد تفهّم طبيعة ما يحدث لنا ,
لذا , ليس هناك فرصة للرجوع بالنسبة للعديد من الناس
و الذي هو وفقًا ليوحنّا و تريزا , التحرك اللاواعي باتجاه أقصى ما تتمناه الروح
يجب المضيّ قُدُمًا
الحب
لكن كيف ؟
وفقًا لعقيدتهما , نحن كبشر لدينا رغبة عميقة للحب تسمو فوق كل الرغبات
و إلى أين ؟
و يمكن توجيه ذلك الحب لبعضنا البعض , أو نتوجّه به للّه
هل نستعين بالصلاة أو ممارسة التأمل؟
و هكذا , الاتحاد الذي ينجم عن ليلة الروح الظلماء يتمحور حول الحب
أم نلجأ للعلاج النفسي , أو اعتناق معتقد ديني معين؟
مع الأسف , لا يمكننا الانخراط في تلك العمليّة إلّا بعد أن نعيها و نعايشها و نتقبلها .
" كلما زادت درجة المعاناة كلما زاد النقاء المعرفي الناتج عنها"
بقلم يوحنّا الصليب
و هكذا , قد نريد تفهّم طبيعة ما يحدث لنا ,
و الذي هو وفقًا ليوحنّا و تريزا , التحرك اللاواعي باتجاه أقصى ما تتمناه الروح
الحب
وفقًا لعقيدتهما , نحن كبشر لدينا رغبة عميقة للحب تسمو فوق كل الرغبات
و يمكن توجيه ذلك الحب لبعضنا البعض , أو نتوجّه به للّه
إنه سعي المحب للاتحاد بالمحبوب الذي هو الله
و الله موجود في كل شيء وفي كل شخص
و عندما يتم اتحادنا معه , يمتلئ خوائنا الروحي
على سبيل المثال , عاننت تريزا باعتبارها راهبة مسيحية على مدى 20 عامًا من الشك و كراهية الذات فيما يخص عقيدتها
وفقًا ل May كانت تريزا مرتبطة بآراء الآخرين فيها و معاملتهم لها كشخصية دينية
لكن بعد أن استسلمت للّه في نهاية المطاف , لم تعد تعبأ بآراء الناس فيها و في أفكارها
شعرت بأنها تحررت
ليلة الروح الظلماء , عبارة عن عملية تخلّي عن الأنا
حيث نتخلّى بشكل لا إرادي عن المبادئ التي تحيل بيننا وبين حقيقتنا الفعليّة
إنها عملية تخلّي عن كوننا المتحكّمين , ونتقبل ما يجري بدلّا من التصدّي له
خلال تلك الليلة الظلماء , نفقد ذواتنا التي كنا نتوهم أنها حقيقتنا لكننا لم نصبح بعد ما يفترض أن نكون
مرحلة اتنقالية
لا يمكننا العودة , في حين ان الطريق أمامنا مظلمٌ مجهول
غموض ما يجري في أعماق روحنا يسبب لنا تحيّر كبير
نشعر أن ثمّة مشكلة ما , لكن لا يمكننا تحديدها بدقة
تلك المعاناة قد تظهر في صورة نوع من الاستنارة أو اكتئاب عميق وفقدان للأمل
أي أنها قد لا تكون تجربة مؤلمة على الدوام
إلّا أن الأمر الصعب بشأن تلك الليلة الظلماء , أنه ليس هناك من سبيل لكي نتحكم فيما لا يمكننا فهمه
لا يمكننا مقاومته و لا حتى التدخل في عمله
و هكذا , حسب ما توصل إليه يوحنّا و تريزا , لا يسعنا سوى أن نتحمّل
و قبل أن ندرك , سنجد الفجر يبزغ أمامنا
كما وصف يوحنّا
" هجرت نفسي ونسيتها , وجّهت وجهي شطر محبوبي
انقطعت عن كل شيء , خرجت خارج نفسي , نسيت اهتماماتي بين الزنابق "
شكرًا على المشاهدة